الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

مادة التفكير: اللغة بوصفها نافذة على الطبيعة البشرية




ستيفن بينكر
يوضح الكتاب أن اللغة البشرية برجماتية بطبيعتها، إذ يمكن التحدث بها عن الهندسة مثلا بشرح كيفية عمل الأشياء، كما يمكن التعبير بها عن الفروق الثقافية والنفسية.


تنشأ الكثير من المشكلات عن العلاقة المعقدة بين اللغة والواقع. تمثل هذه العلاقة تحديا لأنه لا يوجد رابط فعلي بين الكلمة وما تشير إليه، وإنما يعرف الناس دلالات الكلمات بتعلمها أثناء اكتسابهم المهارات اللغوية الأساسية في فترات الطفولة.
لقرون خلت، جاء الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء اللغة وغيرهم من العلماء بنظريات لا حصر لها عن الكيفية التي تعمل بها اللغة. وبناء على فرضياتهم الرئيسية، فإن معظم هذه النظريات تقع في واحدة من الفئات الثلاث التالية:
* النظرية الفطرية: وتقوم على أن العقل البشري مزود بالقدرة على تعلم واكتساب اللغة وباقي الأفكار التأسيسية، وهي نحو 50 ألف مفهوم فطري، وفقا لنموذج واحد. يرى المؤيدون لهذه النظرية أن المرء يمر ببعض الخبرات في هذا العالم ليؤكد على فهمه لها في حين أن القاعدة المفاهيمية عنها موجودة لديه بالفعل. المشكلة مع هذه النظرية أنها لا تفسر طريقة الاستخدام الفعلية للغة.
* البرجماتية الراديكالية: على العكس من النظرية السابقة، يرى مؤيدو هذه النظرية أنه لا يوجد هيكل مفاهيمي مسبق لأي كلمة. فالكلمة الواحدة تحمل كثيرا من المعاني ولا يتحدد معناها المقصود إلا وفقا للسياق الذي ترد فيه، حيث تنشأ العلاقات بين الكلمات والمفاهيم عن الممارسة الاجتماعية وتتغير بمرور الوقت. تفسر هذه النظرية كيفية استخدام الناس الكلمات، لكنها لا تفسر الطريقة التي تشكل بها القواعد النحوية أنماط الاستخدام والتغيرات في اللغة.
* الحتمية اللغوية: يؤمن مؤيدو هذه النظرية أن اللغة التي يتحدث بها المرء تحدد المفاهيم التي يمكنه أن يفهمها، فمثلا طريقة صياغة السؤال تؤثر في الطريقة التي يفكر بها المرء في هذا السؤال، إلا أن الناس عادة ما يمكنهم التعامل مع الأفكار التي ليس لديهم كلمات يصفونها بها.
اكتساب اللغة عمل استنباطي معقد، حيث يمتلك الأطفال خبرة كبيرة من الأمثلة على الكلام وإن كان عدد مفرداتهم محدود. فلا أحد يخبر الأطفال الرضع عن القواعد التي تحكم اللغة، لأنهم لم يتكلموا بعد، ولا يمكن تفسير هذه القواعد لهم حتى إذا كنا نرغب في هذا. ومع ذلك يتنقل الصغار بسرعة من الحفظ إلى ترديد كلمات إلى تحليل اللغة التي تتدفق من حولهم، وهم يتعلمون المبادئ، على الرغم من عدم استطاعتهم بلورتها، ومن ثم يبدأون في توليد توليفات جديدة من الكلمات والمفاهيم.
عندما يتعلم الأطفال فعلا جديدا، فإنهم يستخدمونه، على الرغم من أنهم غالبا ما يرتكبون أخطاء مثل التصريفات غير الصحيحة للفعل وحالات تأنيث أو تذكير الفعل. على الرغم من كل هذا تظل مهاراتهم اللغوية مدهشة، فلا يمكن للآباء تصحيح كل الأخطاء اللغوية لطفل لا يزال يتعلم الكلام.
يوضح الكتاب أن اللغة البشرية برجماتية بطبيعتها، إذ يمكن التحدث بها عن الهندسة مثلا بشرح كيفية عمل الأشياء، كما يمكن التعبير بها عن الفروق الثقافية والنفسية. ومع ذلك فإن الطريقة التي تنقل بها اللغة مفاهيم الزمان والمكان يمكن أن تكون متناقضة من الناحية الفلسفية بما ينتج تعبيرات كوميدية.

Title: The Stuff of Thought: as a Window into Human Nature
Author: Steven Pinker
Publisher: Viking Adult

Pages: 512ISBN-10: 0670063274
 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe