الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

آلية الفتوى تفكيك الخطاب 1 من 2


سيد القمنى




فى يوم 9/7/2009 أرسل موقع صحفى على الانترنت يسمى نفسه ( المصريون ) رسالة من صاحب الموقع جمال سلطان إلى مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة على الإيميل الإلكتروني ، وكان نص السؤال كما سجلته الفتوى الرسمية من المفتى كالتالى : " اطلعنا على الايميل الوارد بتاريخ 9/7/2009 المقيد برقم 1262 لسنة 2009 والمتضمن : ما حكم الشرع فى منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم فى كتبه المنشورة والشائعة على نبى الإسلام ، ووضعه بالمزور ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور ، وان الوحى والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكى يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة فى الأمويين ، وان عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة على حد تعبيره ، فهل يجوز ان تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وساما تقديريا تكريما له ورفعا من شأنه وترويجا لكلامه وأفكاره بين البشر ، وجائزة من أموال المسلمين رغم علمها بما كتب فى كتبه على النحو السابق ذكره ، وهى مطبوعة ومنشورة ومتداولة ، وإذا كان ذلك غير جائز فمن الذى يضمن قيمة هذه الجائزة المهدرة من المال العام ؟ "
وجاءت إجابة الدكتور على جمعة على جمعة كالتالى نصيا : " قد أجمع المسلمون أن من سب النبى صلى الله عليه وسلم أو طعن فى دين الإسلام فهو خارج عن ملة الإسلام والمسلمين ، مستوجب للمؤاخذة فى الدنيا والعذاب فى الآخرة ، كما نصت المادة 98/و من قانون العقوبات على تجريم كل من حقر أو أزدرى أحد الأديان السماوية ، أو الطوائف المنتمية إليها أو أضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى ، أما بخصوص ما ذكر فى واقعة السؤال ، فإن هذه النصوص التى نقلها مقدم الفتوى – أيا كان قائلها – هى نصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما ، وتعد من الجرائم التى نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات . وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنيء والباطل والممجوج من شخص معين ، فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم ويجب أن تتخذ ضده كل الإجراءات القانونية التى تكف شره عن المجتمع والناس وتجعله عبرة وأمثولة لغيره من السفهاء الذين سول الشيطان أعمالهم وزين لهم باطلهم ، قال تعالى : قل هل أنبأكم بالأخسرين أعمالا ؟ الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . واللجنة التى اختارت له الجائزة ان كانت تعلم بما قاله من المنشور فى كتبه الشائعة ، فهى ضامنة لقيمة الجائزة التى أخذت من أموال المسلمين ، والله سبحانة وتعالى أعلم " .
وفى يوم الثلاثاء 21 يوليو 2009 نشر موقع (المصريون) السؤال والفتوى بصحيفته الرئيسية ، واضعا صورة الكاتب سيد القمنى إلى جوار صورة فضيلة المفتى ليحيل الفتوى المجهولة
ضد مجهول ، ويحددها ويشخصها بجعلها موجهة لشخص بعينة بالذات
وبالخصوص .
هذا إضافة إلى ما تم نشره بذات الموقع من مقالات تكفيرية إقصائية اعتمادا على تلك الفتوى ، تجاوزت كل الحدود المتعارف عليها فى أدب الاختلاف .
***************
مع السؤال والإجابة نعمل جدل التفكيك والتحليل بحثا عن التكنيك المتضمن فيهما والأهداف المطلوبة والتأثير الجانبى على العقول وهو المخفى وراء الكلمات الظاهرة ، والملاحظة الأولى أن المستفتى والمفتى لم يأتيا على ذكر اسم الشخص المُراد تكفيره ، ربما حتى يمكن التنصل مستقبلا من التبعات القانونية ، فهى لا تتهم شخصا بذاته وبعينه ، إنما جاءت فى شكل فروض افترضها الطرفان وتصورات تصوراها حسب التوصيف القانونى للواقعة . وأنه لون من الاستفتاءات والفتاوى التى كان يمارسها الفقهاء وقت الفراغ للتسلية كلون من الألغاز والأحاجى اختبارا لإمكانات الفقيه واستعراضاً ولعباً معرفياً ، وتجد مثل ذلك كثير فى الفتاوى المشهورة كالفتاوى البجاوية والفتاوى البزازية وغيرها ، ستجد حواراً حول كم ملاك يمكنه أن يقف على رأس الدبوس ؟ حواراً آخر حول حكم من كان لقضيبه فرعان ، فأولج فى قُبل وفى دُبر فى آن ، هل يغتسل غسلا واحداً أم غسلان ؟ .... لكن إذا كانت لعبة الألغاز والأحاجى تجوز مع عوام المفتين المحليين والقرويين ، فإنها لا تجوز مع مفتى الديار ، فتاوى مفتى الديار لابد أن تتصدى لمشاكل عامة تتعلق بمصالح المسلمين ودينهم وديارهم ، ولا تتعلق بمسألة شخصية تتعلق بشخص بعينه بالذات ، لذلك عمد السؤال والفتوى إلى جعلها تظهر كذلك اللون من التمارين المتخيلة لهواً فقهيًا ، والتى تتسم بعمومية القضية وعدم تشخيصها ، وهو الأمر الذى لم يعد صالحا فى زمننا ، لأن هناك لهواً آخر بأدوات حديثة وأجهزة فائقة التكنيك وخيال هوليودى لم يصل إليه بعد مشايخنا بلهوهم المخفى .
ان السائل معلوم لدى الناس كناشط إسلام سياسى سلفى معروف هو الأستاذ جمال سلطان وموقعة ( المصريون ) ، ومعروف أنه معارض إسلامى شديد التطرف ، ويكتب وينشر كصحفى مشتغل بالشأن الإسلامى السياسى ، ويسعى لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التمامية ، فكيف به وهذا شأنه ، مع قدرته الاحترافية واطلاعه على تفاصيل دينه ... يسأل سؤالا كهذا ؟ وهلا يعلم الرجل المحترف حُكم الشرع الذى طلبه فى سؤاله ؟ هل كان عاجزاً عن إبداء الرأى فى مسألة واضحة كشمس ظهيرة صيف ؟ أم تراه أراد من سؤاله أن يسلك السلوك النموذجى المطلوب من المسلم الصالح الطيب . وأن يقدم القدوة والمثل للمسلم المسلوب العقل العاجز عن التفكير ؟ الذى لا يقدم على شأن مهما صغر شأنه إلا بعد أن يرجع لمشايخه ، فهل أراد الأستاذ سلطان أن يقدم صورة النموذج المطلوب للمسلم ، فذهب ليسأل مفتى الجمهورية بكل شانه وشنشانه فى شأن بدهى لا يحتاج إعمالا لعقل أو تفكير ولا يجهل به حتى المسلم الأمى ؟ ! . إن العقل البسيط يقول إن التهجم على مواطن عادى بالقذف والسب هو أمر يعاقب عليه القانون الوضعى والأخلاقى والعرفى والدينى ، فكيف بمن سب النبى والله والدين ؟ إن من لا يمكنه إدراك الإجابة هو شخص يقدم نفسه كإنسان فاقد للإدراك والأهلية وأبسط مباىء التعقل ، سؤاله فضيحة لنموذج المسلم المثالى المطلوب ، لكن الأسناذ النموذج لا يرى ذلك لأنه مشغول بتكريس قيمة الطاعة العمياء وإسكات العقل. فيقدم نفسه للمسلمين نموذجا ومثلا للمسلم المطلوب ، الجاهل الأمى بأبسط المعارف ، الذى يطلب من شيخه الكبير أن يتولى تعريفه بحكم الشرع فيمن سب النبى والله والدين ، كما لو أن علماء السلف جميعا لم يعرفوا بهذه المسألة ، ومكثوا طوال تلك القرون حتى يظهر الشيخ جمال سلطان ليلفت نظر المسلمين إلى هذه المسألة المستعصية ويستفتى أهل العلم عما يجهله ؟ إن السائل يريد من تفاهة سؤاله أن يعلن على المسلمين أنهم ممنوعون من إصدار أحكام من أنفسهم حتى فى التوافة ، وأنهم ممنوعون من أعمال العقل مهما بلغت مكانتهم ، المتخصص فى الشأن الإسلامى والمُتبحر فية ، يسأل فى التوافه الهيَنات نموذجاً للعامة المسلمة لإعدام الشخصية وإيقاف عمل العقل .
لقد أراد السائل أن يجعل نفسه قدوة للمسلمين فى جمود العقل وشلل ملكة التفكير ، وأن عليهم أن يحذوا حذوه ليستفتوا فى البسائط والهيئات التوافه ، لتعويد العقل المسلم على عدم العمل أو اتخاذ أى قرار دون الرجوع للزعامات الدينية التى ستفكر له لأنها هى التى تعلم وحدها العلم الربانى وما عرفه الأسلاف الصالحون منذ أكثر من ألف عام مضت ، ألا ترون المفتى ذاته يضرب نفسه بنفسه مثلاً فى الاتباع ، فلا يجيب السائل بجديد إنما بما سبق وأجمع عليه علماء الأمة ؟
إن لجوء المستفتى بسؤاله إلى كبير دار الإفتاء فى تفاهة كتلك هى مهزلة ، والإجابة علية هى أم المهازل ، تفاهة لو سألت فيها طفلا لأجاب بدلا من المفتى ، هو كمن يرسل لأحمد زويل يسأله عن حاصل جمع 5 + 5 ، سيكون سائلا أهطلا ، ويستهزئ بقيمة زويل ويراه أهلا للصغائر ليجره من يده لمنحدر التفاهة والسخافة ، وكله فى سبيل استصدار فرمان بحكم مقرر سلفا ، مع إهدار كل قيم العدالة دفعة واحدة ، مما يساعد فى مزيد من سقوط هيبة دار تحكم بالهوى والكيف والمزاج .
يبدو منطلق السائل هو الغيرة على الدين ورغبة فى معرفة ما يجهله بشأن مُعتدى على هذا الدين ، فذهب لزميل له أكفأ منه يسألة : هذا رغم المفترض فى الغيور على الدين أن يتعالى على التوافة والصغار ، وأن يكون هذا التعالى صفة دار الأفتاء بالأولى بحسبان هذا الترفع يجعلها تجسد أبسط قيمة فى أي دين ( الارتفاع فوق الثارات الشخصية والتوافة الهينات )
فإذا كانت المسألة المعقدة التى عرضها السؤال تفترض عدم وجود الإجابة عليها فى فقهنا ، فهذا اتهام رخيص لفقهنا بتقصيره فى تعريف المسلمين بحكم من سب الله والرسول والدين ، رغم أن السؤال يبدو للجميع كمن يسأل المفتى عن الجهة التى تشرق منها الشمس .
وفى واقعة السؤال هناك حادثة قد وقعت ، وجائزة قد منحت ، وشخص قد نالها ، وهو ما جاءت الفتوى به كامل العناصر عدا اسم هذا الشخص الذى هو الموضوع الرئيس ، شيىء أشبه بلعب الأطفال ويذكرنا بمن سأل فقيها أين تكون قبلتنا عندما تصعد إلى القمر ؟ ناسيا أن المتخلفين لا يصعدون إنما يهبطون ، إن التسلى بالفروض المستحيلة فى ألعاب فقيهة جائز لتمضية وقت الفراغ فى سمر شرعى فيتخيل أحد المشايخ قضية افتراضية صعبة ، ثم يأتى الشيخ الثانى فيتخيل حلا لهذه القضية ، لكنها أبداً لا تجوز إذا أصاب هذا اللهو أبرياء من الناس أو أصاب البلاد بالضرر . وهو ما أزعم أنه المقصد الأساسى للسائل والمجيب معا ، يقصدان إصابة أبرياء بالضرر ولو مع تهديد السلم الوطنى بالفتن ، وهو ما ستقدم الأدلة عليه فى شكل تساؤلات .
****
هل المسألة موضوع الفتوى هى المسألة الوحيدة فى ديننا التى غمض على السائل فهمها حتى يقيم بسببها الدنيا ولا يقعدها على مدى ثلاثة أشهر متتالية ، ملزماً نفسه ومفتيه بتوضيح هذا الشأن العظيم لأمة المسلمين بزفة غطت الأرضين السبع ؟ وهل اطمأن السائل والمسئول إلى أن كل أركان الإسلام معروفة ومستوفاة ومطبقة حتى يذهبا إلى هذه الصغيرة يقيما منها هولاً عظيما ، بمشاركة غير حميده من مشايخ الفضائيات وخطباء المساجد بطول مصر وعرضها ، ناهيك عن المشاركات الخارجية من الأخوية العربية الداعمة من الخليج للمحيط ، ومن الأخوية الإسلامية الداعمة من أمريكا إلى الصين فى هذه الزفة الكارثة .
ان من يقيمون كل هذا الصخب بهذا الشأن الهيَن لا شك أنهم قد استوفوا كل شروط الدين الأهم والأجدى ، وأنه قد تم تطبيق كل أركان الإسلام ولم يبق سوى استعادة مال الجائزة لخزانة أموال المسلمين من ( سيد القمنى ) ؟ وقد أكد السائل والمسؤول أن المال المأخوذ للجائزة هو مال المسلمين ، وهو ما يعنى أنهم يعتبرون الأموال العامة فى مصر هى أموال المسلمين وحدهم ، وهو ما يعنى أن تكون وزارة المالية هى بيت مال المسلمين المنهوب لصالح الجائزة ، وما دام المفتى وهو رأس كبير فى جهاز الحكم ، ورأس أكبر فى المؤسسة الدينية ، ويعتبر أن مال الدولة هو مال بيت المسلمين ، فهل تراه قد أدى الزكاة لهذا البيت كركن إسلامى لا يصح إسلام المسلم دونه ، ودونه الردة والقتل والقتال وأسر الرجال وسبى الذرية واستنكاح النساء وسمل العيون والذبح صبرا والتنكيس فى الآبار ؟ فإن كان قد دفع زكاتة فعليه أن يبرز لنا إيصال الإيداع الذى يفيد باستلام بيت مال المسلمين لزكاته الشخصية ، ليثبت لنا أن غيرته على الإسلام حقيقية وليست غيرة تجارية ونفعية وسلطوية ، ولنطمئن إلى صحيح إسلامه وسلامة يقينه ، وحتى يكون له المبرر فى طلب رد قيمة الجائزة لبيت مال المسلمين ، هذا مع التساؤل : كيف يتحدث مولانا عن بيت مال المسلمين ولايرى فداحة الجرم الشرعى المُفظع ممثلا فى ذمى خازنا لبيت مال المسلمين ، صاماً أذنية عن الخليفة عمر عندما عين أحد الولاة ذميا ليجرى لة الحسابات لأنة شخص أمين ، صرخ عمر : ثكلتك أمك ، والله لاأدنيهم إذ أبعدهم الله ولا أرفعهم إذ أذلهم اللة ، فكيف بمولانا يسكت عن هذة الفظائع مع تعطيل الركن الركين فى أركان الإسلام . ثم يزأر هصوراً من أجل جائزة لمفكر ؟ هكذا ترون الشأن كلة لوناً من المسخرة المُقرفة والمُقززة ، فكيف بإمامنا الأعظم الذى يفتى للأمة وقد أسقط أهم وأكبر أركان إيمانه ؟ هل يحق له أن يفتش فى إيمان الآخرين ، بل ويجروء على نفيهم من حظيرة الإيمان !!؟ هل لدى القارىء تعريف آخر غير المسخرة بكل تفاصيل معانيها ؟ .
أما الأخطر فهو أن صاحب الفضيلة قد سكت حتى الآن ولم يطلب يوما منذ تم تنصيبة تقنينا واضحا لأداء الزكاة ، هذا الركن الإسلامى العظيم ، وذلك بالفرض والإكراه اقتداء بسيدهم أبى بكر ( أنا لاسيد لى سوى الله وحدة ) ، فإن كان السائل والمسؤول يعلمان أن دولتنا دولة مدنية فلهما إسقاط هذة المطالب ونحن معهما ويجوز حينئذ ان يتولى أى مواطن أرفع المناصب ما دام أهلا لها ، أما عندما يعتبران مال هذه الدولة للمسلمين فقط فلا تصبح الدولة هنا دولة مدنية ، وتصبح وزارة المالية هى بيت مال المسلمين ، ففى هذه الحال لابد من تفعيل القواعد البكرية بشن القتال على ما نعى الزكاه والذبح والحرق ، على الأقل لإعادة الحقوق المسلوبة من المسلمين للمسلمين ، بعد أن توقف نكاح السبابا والإماء واستعباد الذرية ، واختفى من بلادنا سوق العبيد بقوانين أُممية عالمية صادرة عن هيئة كُفرية ، وهو الحلال الذى حُرموا منه بقوانين ليست من ديننا ولا من شرعنا ، وبذلك نراهما قد أسقطا ركنا إسلاميا دونه الكفر ، وحرموا المسلمين حقوقا أفاءها الله عليهم حلالا أحل من لبن الأم ، وتركوا بيت مال المسلمين بيد خازن ذمى ، أم أن مال الدولة المدنية يصبح بيت مال المسلمين فقط عندما يأخذ منه ( سيد القمنى ) جائزة على أبحاث علمية تصيب وتخطىء وليست محل كفر أو إيمان ؟ أبحاث معيارها الصح والخطأ وليس الحلال والحرام ، ولا دخل لأبحاثه بالدين فى حد ذاته.
ما أفهمه كباحث يعيش فى دولة حديثة مدنية أن الجائزة هى من مال وطنى قومى ، يتم الصرف منه لمصالح المواطنين مسلمين أو مسيحيين أو بهائيين من أي لون أو ملة ، وأنه ليس مالا خاصا بالمسلمين وحدهم . بينما يصر السائل والمسئول على كونه مال المسلمين، وهما يعلمان ما يترتب على هذا الفهم من موجبات شرعية وهو ما يشككنا فيهما وفى صدق إيمانهما ، حتى نكاد نرى إسلام البعض منهم إسلام جاه ووجاهه اجتماعية ومناصب رفيعة وكراسى عالية منفوخة ، ألا ترون فضيلة المفتى يفضل كرسيه ووظيفته على إقامة حدود الله كتحصيل الزكاة ، مع عدم إعلانه الحرب على الممتنعين عن أداء حقوق الله بحسبانها ردة جماعية وليست فكرة لباحث ،!!! وهو الأوضح والعلنى والمسكوت عنة ، هو الأشنع على المذاهب كلها باتفاق ، وعن جوارة يجلس الخازن الذمى وزيراً مبجلا موقراً من المسلمين ؟ ، ومن ثم عليهم بعد عزل الذمى عن بيت مالنا ، إعادة زماننا الذهبى بجواريه وعبيده ، بشن الحرب على مانعى الزكاة حتى يمكن سبيهم واستعبادهم ، وتطبيق شرع الله بالعقوبات البدنية كالقطع والسمل والذبح صبراً ، إن مفتى الديار يجلس ساكتاً فى ديار لا تطبق الدين ، لكنة ينفر نفرة لله وللأمة ضد شخص واحد لا يعرف اسمه ولا ما كتبه ، إذن هو يريد الوظيفة وليس الله ولا الدين ، ثم يجرؤ على تكفير رجل من خيارالمسلمين ؟
يا عينك .. يا مولانا !!
ياجبايرك .... يامفتى الديار !!.
كان جديراً بالسائل والمسئول اللذين يبكيان مال المسلمين ، أن يقيما مندبة على الصدقات والتبرعات والزكاة التى يدفعها الصالحون سراً وطوعاً وحباً فى أداء حقوق الله ، فلا نعلم كيف تذهب لتفخيخ السيارات وقتل الأبرياء وتشويه سمعة الإسلام وتجريسنا عالمياً بمخازى ضد الإنسانية ، لا أن يبكيا جائزة لباحث لتفوقه العلمى الذى يسهم به لنهضة وطنه وأهله فى هذا الوطن .
إنهم يشترون للإسلام بمال المسلمين مذمة الإرهاب بمليارات تصرف للتخطيط والتدريب وشراء الأسلحة والخبراء والتخفى والانتقال عبر البلدان وشراء سيارات التفخيخ وإعالة أُسر الإنتحاريين .... الخ . إن جائزتى كانت من مال ضرائب مختلف شرائح الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين وبهائيين وقديانييين وشيعه وسنة ولادينيين ، من المال الطاهر الذى لا يزكى نفسه بتزيين الطريق إلى الله بدماء الأبرياء ، إنما يجمع ضرائب تصرف لصالح الوطن والمواطنين .
إن معركتهم من أجل بيت مال المسلمين تذكرنا بأحداث تسوؤنا ، فبينما سيد القمنى لم يسرق من هذا البيت حتى يهبوا له هذه الهبه المُضرية ، فإن هذا البيت قد تقاتل عليه الصحابة رضى الله عنهم ، فلم يكتبوا كلاما لا يرضى ذوق مولانا ، إنما قتلوا خليفتهم سيدهم عثمان رضى الله عنه ، وكان على رأس المتآمرين والقتلة سيدهم محمد بن أبى بكر رضى الله عنه ، لعدم عدلة رضى الله عنة فى توزيع الغنائم والفيوء ، ومن أجل هذا البيت والسلطان أمر سيدهم معاوية رضى الله عنه بقتل الحسن الحفيد النبوى عليه السلام بالسم ، كما أمر أيضا بقتل سيدهم محمد ابن بكر رضى الله عنه ثم حرقوة فى جوف حمار ميت ، كذلك قام سيدهم يزيد من معاوية رضى الله عنة بقتل الحفيد النبوى الثانى الحسين عليه السلام والقضاء غلى البذرة النبوية المطهرة ، وقبلهم حاربت السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ، ثم فتنة سيدهم بن الزبير رضى الله عنه وحرق الكعبة المشرفة ، ووقعة الحرة المخزيه التى حبلت فيها ألف عذراء من بنات الصحابة رضى الله عنهم بقرار وفعل صحابة آخرين رضى اللة عنهم أجمعين ، وكل هذة الويلات كما نعرف جميعا فى صحاح تواريخنا كانت من أجل السلطة ومال بيت المال المنهوب من السادة الكبار ، ولا يصح هنا القول أن أياً مهم كان كل منهم يحارب الآخر فى سبيل الله ، لأنه ما يعنى أن الطرف الآخر كافر ، بينما كلاهما ( القاتل والمقتول) صحابة كرام رضى الله عنهم أجمعين .
زمن الخليفة عمر رضى الله عنه تمت سرقة بيت المال من الخزان أنفسهم وكلهم صحابة رضى الله عنهم ، ومن ثبت عليه ذلك كان الخليفة عمر رضى الله عنه يعاقبه بمصادرة نصف ما أخذ ( يشاطره أياه ) ، وممن شاطرهم الخليفة : سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه وأبا موسى الأشعرى رضى الله عنه وأبا هريرة رضى الله عنه والحارث بن كعب رضى الله عنه وعمرو بن العاص رضى الله عنه متهماً إياهم بأنهم "يجمعون العار ويأكلون الحرام ويورثون النار" بسرقتهم مال الله ، يقول أبو هريره : " ولما عزلنى عمر عن البحرين قال لى : ياعدو الله وعدو كتابة سرقت مال الله " .
فالمفتى والمستفتى لا يرون هذه العظائم ، بل ويأمروننا بتقديس كل من رأى الرسول ولو لحظة لأنة صحابى ولذلك هم أسيادنا !!! ، ويقفون مع جائزة العبد الفقير إلى الله منادين بالويل والثبور وعظائم الأمور ، أم تراهما يخوضان كل هذه المعركة اقتداءً بالخليفة عمر رضى الله عنه ليتمكنا من مشاطرتى الجائزة وأخذ نصفها منى ؟ سيكون هذا جائزاً لو كنت سارقا لكنى للأسف لم أسرق فلا تجوز لهما المشاطرة حسب قوانين شرعنا ، فعلى مستوى الشريعة الإسلامية لا يجوز لهما مجرد طلب رد قيمة الجائزة ولو كانت من بيت مال المسلمين .
إن خزان بيت المسلمين الكرام هم من سرقوه ، وضبطوا متلبسين وقبلوا بغرم المشاطرة والعزل اعترافاً عملياً منهم بارتكاب الجرم ، وأنا سادتى لم أسرق أحداً ، ولو كان زمن الخليفة عمر توجد معرفه بضرورة تشكيل اللجان الفاحصة لأعمال الولاة ، مثل اللجنة التى فحصت أعمالى ، لما تمكن الخازن من السرقة ، لذلك فأى سرقة وفساد فى أيامنا هو أقل مما كان يحدث فى زمننا الذهبى الماضى بما لا يقارن ، لوجود آليات المراقبة والمحاسبة ناهيك عن الفضح الإعلامى بكل صنوفة ، وإذا ما أراد السائل والمسئول استرداد جائزتى فلنسمع منهم فتوى أولى تأسيسية بشان الخزنة التاريخيين لبيت مال المسلمين ، وحكمهم بشأن الدم المسفوك طوال تاريخنا الأسود اقتتالا على حيازة بيت مال المسلمين ، حتى نصدق تحريهم للعدل أساس الدين والملك .

 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe