الخميس، 26 نوفمبر 2009

كتاب "السنّة والإصلاح" لعبد الله العروي



مصطفى لعريصة  

ونحن هنا، إذ نعتمد هذا الكتاب في محاولة تقديم إجابة عن علاقة التربية والديمقراطية، نستلهم تحاليل الكاتب للتركيز على ما يعيق هذه العلاقة ثقافيا وسياسيا في العالم الإسلامي والعربي خصوصا. لا يقدم العروي جوابا مباشرا على سؤالنا ولكنه يمنحنا عناصر غاية في الأهمية حاولنا استغلالها في التقدم بجواب ممكن، ولعل ذلك ما يبرر تعاملنا الحر نسبيا مع مادة الكتاب ، وتوجيه بعض أفكاره في أفق سؤالنا المركزي: علاقة التربية بالديمقراطية.
3. نذكر ببعض مؤلفات العروي في هذا الصدد على سبيل الإشارة فقط :
* "الايدولوجيا العربية المعاصرة" الترجمة المنقحة للنص الأصلي ،الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي،1995
* "أزمة المثقفين العرب: تقليدية أم تاريخية"، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1978 * "ثقافتا في ضوء التاريخ"الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، ".2 ، 1992
للاطلاع على ببليوغرافيا مكتملة لعبد الله العروي، نحيل على العدد الذي خصته به مجلة: مقدمات، المجلة المغاربية للكتاب ، عدد 35، صيف 2006 ، الدار البيضاء.
4. من بين الباحثين العرب الذين أسهموا في بلورة قراءة نقدية لتاريخ الإسلام، نذكر بالأساس المؤرخ التونسي هشام جعيط، خصوصا ما يتعلق بالفترة التي تلت موت الرسول، فترة"الفتنة الكبرى" وهي عنوان أحد مؤلفات المؤرخ التي أصبحت من مراجع البحث الأساسية في هذا الموضوع. ولربما تجدر الإشارة إلى أن الرواة وجامعي الأخبار المقربين زمانيا من هذه الفترة قد فسحوا مجالا للحديث عن الصراعات والقلاقل والحروب الداخلية التي صاحبت نشأة الدولة الإسلامية، ولكنها ظلت مغيبة عن الضمير الإسلامي ربما تحت تأثير المد السلفي الذي أبى دوما إلا أن يرى في فترة الخلفاء الراشدين فترة" صفاء" وتجسيدا لعصر" ذهبي" مفترض.
5. لا يمكن أن ننكر أن هناك علاقة بين الكتاب("السنة والإصلاح") والسياق الحالي بالمغرب المتعلق بما يسمى:"إعادة هيكلة الحقل الديني" وما يسمى "الحفاظ على الأمن الروحي". فالنقاش حول المسألة الدينية- في علاقتها بالسياسة على العموم- يتوزعه موقفان رئيسيان: موقف "الإسلاميين"الذين يتخذون من الدين رداء لولوج الحلبة السياسية بدرجات متفاوتة في التشدد والليونة الماكيافيلية حسب الفصائل، والتي يصل بعضها إلى حد تكفير من لا يقول بتأويلهم. ثم هناك الموقف الرسمي للدولة التي تحتكر لنفسها شرعية تحديد المرجعية الدينية-السياسية للمغاربة، وفق تأويل مذهبي مالكي ينعت "بالمعتدل"، ووفق "خصوصية" مغربية حيث رئيس الدولة هو نفسه "أمير المؤمنين" .
مساهمة العروي في هذا النقاش ولو بشكل غير مباشر تسمح باستعادة ما هو منسي في
التوجهين: البعد الشخصي في تحديد العلاقة بالمعتقد بعيدا عن كل وصاية خارجية سواء من قبل
الدولة أو الجماعات الدينية، وهذا السؤال لا يخص المغرب وحده بل يجري على غالبية البلدان
العربية والإسلامية.
6. " السنة والإصلاح"، ص 210


 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe