محمد عزالدين الصندوق
في الصيف الماضي وجهت لي دعوة من قبل مجوعة انكليزية تعنى بالفن الإسلامي في انكلترا. يدير المجموعة أستاذا في الفن الموسيقي و كان انكليزيا و معتنقا للدين الإسلامي. كانت الدعوة لإلقاء محاضرة بخصوص نشاطي الفني في مجال الرسم و عملي العلمي و فلسفة العلوم التي ارتكز عليها. أما مكان الندوة فكان في كنيسة انكليزية قديمه جميلة جدا سبق للجيش الايرلندي السري أن فجرها في فترة التسعينات من القرن الماضي و من ثم تمت إعادة بنائها لتكون مركزا للسلام و حوار الأديان إنها St Ethelburga’s Centre في لندن.
كالعادة في أي محاضرة لي أعددت تقديمي للموضوع ( بمساعدة ولدي علي بسبب كثرة مشاغلي) على شكل عرض صوري للبعض من أعمالي الفنية باستخدام عارضات الحاسوب ( الكومبيوتر) و كنت أركز في عرضي على الجانب الفني أكثر من الارتكاز على الأطروحات العلمية ذات الدم الثقيل و التي لا يميل لها العامه عادة. أسميت موضوعي ب " فن الوجود الخفي" (Art of Hidden Existence).
أنا مؤمن بأن هناك وجودا خفيا يصعب إدراكه فيزيائيا لهذا هناك حدا من عدم الدقة في الفيزياء الحديثه و سبق لي أن نشرت جزء من بحث في الفيزياء النظريه عام 2007 حول ذلك ( يمكن الاطلاع للمتخصصين على البحث بالنقر هنا ).
إن الوجود الخفي هذا وجودا فيزيائيا و لا استطيع أن أقول عنه شياْ سوى انه لا يمكن أن يدرك مختبريا. ربما سأتطرق له في مقالة أخرى. لقد ترك هذا الوجود الخفي تأثيرا في أعمالي في فلسفة التكنولوجيا و أعمالي الفنية.
الوجود الخفي يكون حاضرا شفافا يترك أثره و يثبت وجوده دون إمكانيه التحقق منه مباشرة. و لكون الخفاء لا يمكن أن يحس و من ثم لا يمكن أن يرسم. لذا اشعر به فنيا (و ليس فيزيائيا) شفافا مثل الماء و الهواء و الزجاج. لذا استخدمت الخط و الشفافية و الزجاج لعرض فكرة الوجود الخفي. أخذت الشفافية حيزا كبيرا في أعمالي رسمتها و استخدمتها لعرض أفكاري. ساعدني العمل الفني في أدراك صورة متكاملة تربط المنطق بالإحساس و اللذان يكونان البعد الإنساني في إدراك الوجود.
على أية حال، الموجود الخفي جزء أساسي في الموروث الديني لكافة المعتقدات و يلعب دورا أساسيا في الفكر الإنساني. و لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي يلعب فيها هذا الوجود دورا رسم و ربما ما زال يرسم حاضر و مستقبل هذه المجتمعات. و ربما كان هذا احد الأسباب وراء دعوتي تلك.
قدمني الأستاذ صاحب الدعوة لجمهور الحضور بطريقة أثارت لهفتهم لمتابعتي عندما ربط ما بين العلم و الفن و فلسفة العلوم. لقد كانوا يتوقعون فنانا محترفا و ليس كيانا هجينا. كان الحضور من أصول مختلفة و ديانات شتى يجمعهم الوعاء الاجتماعي الانكليزي و يتميز هؤلاء الحضور بولعهم الفني و قسم باهتماماتهم الدينية. و كالعادة أتوقع أن هناك من سيعجب و أخر من يكون على الضد مني. لقد كانت القاعة كلها في لهفة لمشاهدة أعمال العالم الفنان .
بعد العرض تعرضت لسيل جارف من الأسئلة المختلفة الأغراض و الأهداف. و لكن سؤالا واحدا استأثر باهتمامي و اهتمام الحضور عندما سألتني إحدى الحاضرات و كانت شابة من أصل أفريقي و لست اعرف انتمائها الديني: باعتبارك متخصص في الفيزياء و أستاذا جامعيا أيهما أسهل التعامل مع الله أو مع الفيزياء؟ التفت الجميع نحو السائلة و انتظروا إجابتي.
الحقيقة لم أكن أتوقع مثل هذا السؤال، و لكني أجبت من منطق الأستاذ الأكاديمي. أنا كأستاذ أتعامل من منطلق توصيل مادة الفيزياء للطالب و بذلك أحاول أن أصل به لمرحلة الكمال بالنسبة لمادتي العلمية. و لكوني بشرا و لست اله ولا استطيع أن اعرف نواياك و مقدار ما أخذت من معرفة فسوف احكم عليك من خلال أدائك الامتحاني. و واجبي يحتم علي أن أكون دكتاتورا في تقيمي و ليس للعاطفة مكان في ذلك. ومن هذا المنطلق يكون التعامل مع العلوم و أساتذة العلوم أكثر تعقيدا من التعامل مع الله. لأنه كيانا غير بشريا و يمكن أن يدرك ما لا أستطيعه أنا.
لقد كانت لإجابتي صدى كبير الكثير منهم من قبل و هناك من رفض. لاشك في أن هناك من يرى في الإله صفات بشرية دكتاتوريه!
كالعادة في أي محاضرة لي أعددت تقديمي للموضوع ( بمساعدة ولدي علي بسبب كثرة مشاغلي) على شكل عرض صوري للبعض من أعمالي الفنية باستخدام عارضات الحاسوب ( الكومبيوتر) و كنت أركز في عرضي على الجانب الفني أكثر من الارتكاز على الأطروحات العلمية ذات الدم الثقيل و التي لا يميل لها العامه عادة. أسميت موضوعي ب " فن الوجود الخفي" (Art of Hidden Existence).
أنا مؤمن بأن هناك وجودا خفيا يصعب إدراكه فيزيائيا لهذا هناك حدا من عدم الدقة في الفيزياء الحديثه و سبق لي أن نشرت جزء من بحث في الفيزياء النظريه عام 2007 حول ذلك ( يمكن الاطلاع للمتخصصين على البحث بالنقر هنا ).
إن الوجود الخفي هذا وجودا فيزيائيا و لا استطيع أن أقول عنه شياْ سوى انه لا يمكن أن يدرك مختبريا. ربما سأتطرق له في مقالة أخرى. لقد ترك هذا الوجود الخفي تأثيرا في أعمالي في فلسفة التكنولوجيا و أعمالي الفنية.
الوجود الخفي يكون حاضرا شفافا يترك أثره و يثبت وجوده دون إمكانيه التحقق منه مباشرة. و لكون الخفاء لا يمكن أن يحس و من ثم لا يمكن أن يرسم. لذا اشعر به فنيا (و ليس فيزيائيا) شفافا مثل الماء و الهواء و الزجاج. لذا استخدمت الخط و الشفافية و الزجاج لعرض فكرة الوجود الخفي. أخذت الشفافية حيزا كبيرا في أعمالي رسمتها و استخدمتها لعرض أفكاري. ساعدني العمل الفني في أدراك صورة متكاملة تربط المنطق بالإحساس و اللذان يكونان البعد الإنساني في إدراك الوجود.
على أية حال، الموجود الخفي جزء أساسي في الموروث الديني لكافة المعتقدات و يلعب دورا أساسيا في الفكر الإنساني. و لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي يلعب فيها هذا الوجود دورا رسم و ربما ما زال يرسم حاضر و مستقبل هذه المجتمعات. و ربما كان هذا احد الأسباب وراء دعوتي تلك.
قدمني الأستاذ صاحب الدعوة لجمهور الحضور بطريقة أثارت لهفتهم لمتابعتي عندما ربط ما بين العلم و الفن و فلسفة العلوم. لقد كانوا يتوقعون فنانا محترفا و ليس كيانا هجينا. كان الحضور من أصول مختلفة و ديانات شتى يجمعهم الوعاء الاجتماعي الانكليزي و يتميز هؤلاء الحضور بولعهم الفني و قسم باهتماماتهم الدينية. و كالعادة أتوقع أن هناك من سيعجب و أخر من يكون على الضد مني. لقد كانت القاعة كلها في لهفة لمشاهدة أعمال العالم الفنان .
بعد العرض تعرضت لسيل جارف من الأسئلة المختلفة الأغراض و الأهداف. و لكن سؤالا واحدا استأثر باهتمامي و اهتمام الحضور عندما سألتني إحدى الحاضرات و كانت شابة من أصل أفريقي و لست اعرف انتمائها الديني: باعتبارك متخصص في الفيزياء و أستاذا جامعيا أيهما أسهل التعامل مع الله أو مع الفيزياء؟ التفت الجميع نحو السائلة و انتظروا إجابتي.
الحقيقة لم أكن أتوقع مثل هذا السؤال، و لكني أجبت من منطق الأستاذ الأكاديمي. أنا كأستاذ أتعامل من منطلق توصيل مادة الفيزياء للطالب و بذلك أحاول أن أصل به لمرحلة الكمال بالنسبة لمادتي العلمية. و لكوني بشرا و لست اله ولا استطيع أن اعرف نواياك و مقدار ما أخذت من معرفة فسوف احكم عليك من خلال أدائك الامتحاني. و واجبي يحتم علي أن أكون دكتاتورا في تقيمي و ليس للعاطفة مكان في ذلك. ومن هذا المنطلق يكون التعامل مع العلوم و أساتذة العلوم أكثر تعقيدا من التعامل مع الله. لأنه كيانا غير بشريا و يمكن أن يدرك ما لا أستطيعه أنا.
لقد كانت لإجابتي صدى كبير الكثير منهم من قبل و هناك من رفض. لاشك في أن هناك من يرى في الإله صفات بشرية دكتاتوريه!