السبت، 31 أكتوبر 2009

جون لوك العاشق للحرية


محمد نبيل الشيمي


جون لوك(1632/1704) العاشق للحرية الفردية الفيلسوف الطبيب المريض الذي ظل علي روحه المرحة رغم سقمه وصفه معاصروه من الفلاسفة بالرجل الجنتل.
الانسان في نظر لوك كائن عاقل والحرية لا تنفصل عن السعادة وغاية السياسة والفلسفة واحدة وهي البحث عن السعادة التي تكمن في السلام والانسجام والامن
وهكذا لا سعادة بدون ضمانات سياسية ولا سياسة حقة مالم تكن تهدف الي نشر السعادة المعقولة.
وتحتل الملكية الخاصة عند لوك مكانا متميزا وهي سابقة للمجتمع المدني وهي تمنح السعادة وكان يصر علي ان من غايات ووظائف الحكومة الحفاظ علي الملكية.كما كانت حرية الانسان شغله الشاغل وهي محور فكرة العقد الاجتماعي عنده وكانت افكاره عن الديموقراطية عبارة عن رؤية مثالية نابعة من طبيعة هذا المفكر الذي
وضع حرية الانسان فوق كل الاعتبارات وهذه الافكار/
1. الناس جميعهم سواسية فلا مراتب ولا درجات ولا فئات بين البشر.
2. الناس خميعا احرار وهم سواء في حقوقهم السياسية.
3. تقوم السلطة السياسية علي اساس التعاقد القائم علي التراضي بين طرفي العقد فلا يستطيع احد ان ينتزع السلطة ويستولي علي الحكم رغما عن ارادة المحكومين.
4. التأكيد علي حكم الاغلبية.
خلط لوك بين معني المجتمع المدني والحكومة التي حصر وظيفتها في الادارة والتشريع لا الحكم والتشريعات والقضاة والبوليس قوي كانت تنقص الناس وهم في حالة الطبيعة ووظيفة الحكومة المدنية توفير هذه القوي والحكام مجرد اداريين في خدمة الجماعة ومهمتهم تأمين الراحة والاذدهار للمواطنين.
رؤية لوك حول الحكم/
قدم لوك السلطة التشريعية علي باقي السلطات لان المهم عنده صنع القوانين اما السلطة التنفيذية فهي ممنوحة للامير كي يرعي المصلحة العامة واكد علي عدم اجتماع السلطة التنفيذية والتشريعية في يد واحدة وعلي الرغم من رفعه من قدر السلطة التشريعية علي غيرها من السلطات الا انه جعلها محددة بالحقوق الطبيعية.
مفهوم الثورة عند لوك/
يري ان من حق المحكومين مقاومة السلطات عندما تنال من الحقوق الطبيعية خصوصا الحرية والملكية الفردية ولكن المقاومة في نظره ليس بهدف تحقيق الاماني الشعبية بل الدفاع عن النظام والهدف من الثورة عند لوك حمل الامير علي التفكير والعوده لاحترام الشرعية وهذا التفسير يعني ان لوك لم يكن يطالب او يشجع علي العصيان او الثوره الشعبية ولكن هي فقط مجرد دعوة الي التعقل واشعار الامير بان هناك تبرما ناتجا عن فقد الرعية لحريتها وملكيتها الفردية.
ان نظرة لوك الي الثورة وقصرها علي حمل الامراء علي التفكير فيما دفع الرعية الي التململ والتبرم من الاوضاع يعني ذلك ان لوك لم يكن اطلاقا ثوريا وظل علي مبتغي وحيد هو ان يتمتع المجتمع بالنظام والهدوء.
ام رؤية لوك في الدين فانه كان يفضل بل يمثل الاتجاهات العلمانية التي تفصل بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية ويؤكدعلي أن كل سلطات الحكومة المدنية هي فقط بخصوص المصالح المدنية ولاعلاقة لها بما يتعلق بالدين والملل والعقائد وفي إطار رده علي منتقديه الذين اعتبروه ناكرا للدين قال انه يؤمن بالوحي وانه من انصار المسيحية العاقلة التي يمكن اثبات ما تحويه من معتقدات جوهرية بالعقل بعيداَ عن أي رؤية غيبية .
لقد كان لوك بالفعل تواقاً للحرية الفردية التي هي منحة الله للانسان والتي يجب علي المجتمع الحفاظ عليها .


 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe