السبت، 9 يناير 2010

الملكية والزواج والزنا والله .

الملكية والزواج والزنا والله .


سامى لبيب 

 

بتحول المجتمع الإنسانى من حالة المشاعية إلى مجتمع الملكيات الخاصة , أدى هذا بالضرورة إلى تغير كبير فى العلاقات الجنسية .
ففى حالة المجتمع المشاعى حيث تسود حالة من البحث الدائم عن الغذاء بشكل يومى بلا إحتمالية لوجود فائض إنتاجى.. لم تكن العلاقات الجنسية حينئذ تتميز بالخصوصية الصارمة التى لحقت بالمجتمع عندما تولدت فوائض للقيمة .

وبظهور المجتمعات المنظمة وبدء تحسس الإنسان بإيجاد نظم إنتاجية تعطى فوائض مادية من إنتاج الطبيعة كما فى المجتمعات الرعوية ثم الزراعية ..بدأ تظهر الأطماع البشرية فى الإستحواذ على فوائض الإنتاج من قبل كبار رجال القبيلة بما يمثلوا من رمز وقيمة سلفية , وكذلك أيضاً من وجود رجال أقوياء بالضرورة .

عمليات الإستئثار بفوائض الإنتاج خلقت معها فئة وطبقة الملاك ..والتى بدأت تنظر بعمق كيف تحافظ على الثروات والأملاك التى وضعت يدها عليها .
كان الهاجس القوى هو كيفية إنتقال الثروة إلى المقربين من المالك ..ولم يكن أكثر من أولاده هم من يجب أن ينالوا تلك الثروة .
ولكن المشكلة كانت فى ضمان نقاء الأوعية الجنسية التى تنتج الأطفال ..أى ضمان أن الإنتاج كله يكون من إنتاج الرجل المالك ..ولذا قامت أول عملية تأميم ومصادرة فى تاريخ البشرية ..ألا بتأميم المرأة ومصادرتها كوعاء جنسى خاص للرجل ..بحيث يضمن الرجل لحد كبير أن يكون المنتج النهائى من صلبه .

يقوم الرجل على هذا الأساس بشراء المرأة من وليها مقابل إحتكارها جنسياً منتجة له الأولاد الذين يرثون أملاكه ...وسمى هذا النظام زواجاً ليقبل تحت مظلته كل أشكال البيع والمقايضة والإحتكار..ويمكننا أن نرى ببساطة عدم وجود تغيير يذكر فى الأوضاع والملامح العامة بين زواج قديم أو حديث إلا فى بعض الشكليات والديكور العام .

من هنا عرفت البشرية أشكال الزواج كعلاقات جنسية محددة وصارمة للحفاظ على الملكيات الخاصة .
الملاك يساورهم الشك أيضا من الرجال الشبقى فى القفز على إناثهم ..وتلويث أوانيهم الجنسية مما ينتج أطفال غير مقبول أن تنتقل لهم الثروة ..لذا ظهرت الرغبة فى تقييد العمليات الجنسية خارج مؤسسسة الزواج وإعطاء لها صفة الزنا .

كان من الضرورى أن يتم كبح جماح الغريزة الموجودة فى الأخر والذى يتعطش فى ممارسة شبقه فى حريم المالك والمستحوذ ..ولكن ما العمل أمام هذه القوة العارمة مع عدم وجود وسائل ردع كافية فى أيدى الملاك .؟
يلزم هنا تجنيد إله القبيلة فى هذه المعركة أى تحويل الإله إلى بوليس سمائى يتولى الردع والترهيب .. ولم يكن الإنسان فى بادئ الأمر يهتم بقضية وجود عالم أخروى يمارس فيه العذاب للزناة ..بل كانت رهبة الإنسان فى حيز خوفه على يومه وغده وحجم المصائب التى يمكن أن يلقاها من غضب الإله على الأرض ...وبالطبع إنضم فى فترة لاحقة لقائمة العقوبات والمصائب المحرقة السمائية التى ستتم للزناة .

من خلال تبلور مجتمع الملاك والعبيد ..ظهرت منظومة مؤسسة الزواج وتم ترسيخها ورسم ملامحها وإقامة تحصينات تحافظ بقدر الإمكان على نقاء الأوعية الجنسية ,
وتم تصوير أن الإله ينزعج من الممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج بالرغم عدم إختلافها كشهوة ورغبة وفعل ديناميكى عما تتم ممارسته داخل مؤسسة الزواج .

وعندما نحاول أن نسأل عن سر الإنزعاج الإلهى من فعل الزنا يبادر من يحاول أن يجد إجابة منطقية هو الخوف والقلق من إختلاط الانساب ..
هذا يدفعنا للسؤال وهل الله سيصيبه الإرتباك من إختلاط الأنساب .؟!!
من معين هذه الإجابة نتلمس أن الإنسان أسقط رغباته ورؤيته على إلهه وجعله يتبنى وجهة نظره ورغبته .

لست فى مجال تحليل قضية الممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج فهذه قضية اخرى ترتبط بشكل علاقات الإنتاج, ولكن نحن بصدد كشف رغبات وإرادات إنسانية طلبت أن تتواجد ثم أحاطت نفسها بشرنقة وتابو المقدس .


 

 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe