السبت، 9 يناير 2010

نقد العقل التالف .3 .... كذبة مصطلح الجاهلية

نقد العقل التالف .3 .... كذبة مصطلح الجاهلية


محمد الحلو

 

ابني ذو الاثني عشر عام حينما ناقشته في موضوع العرب قبل الاسلام ذكرني انهم لم يكونوا سوى وحوش ادمية يدفنون بناتهم عند ولادتهن بدون شفقة , وانهم يتميزون بغباء شديد لأنهم يعبدون اصناما ويذبحون الذبائح قربانا لها , ويصنعون اصناما من تمر وياكلونها عندما يجوعون !!!!!هم متخلفون لا حضارة لديهم ولا ادب ولا شعر !!!!لا تاريخ لهم ابدا قبل بزوغ الاسلام .................... الخ ( لقد هالني وأحزنني كيف يتلقن اطفالنا تاريخهم !!!) . ه
حاولت بكل الوسائل ان اشرح لفلذة كبدي بطريقة مهذبة غير صادمة لعقله الغض ان كل ما قاله غير دقيق وبحاجة الى مراجعة بطريقة حيادية تجريدية ( اي مجردة من اي حكم مسبق ).
اخبرت ابني ان العرب في الجاهلية كانوا يحترمون النساء وقد ظهرت هناك نسوة لهن سمعة طبقت سمعتها الافاق,, واكبر مثال هي خديجة بنت خويلد التي كان يشار لها بالبنان وكانت سيدة مبجلة عند قومها,,, و تاجرة ماهرة,, وقد سيرت القوافل التجارية لحسابها الى الشام واليمن في رحلتا الشتاء والصيف.
هناك ايضا الشاعرة المشهورة الخنساء وكذلك هناك زرقاء اليمامة التي كان قومها يستشيرونها في مجمل امورهم المشهورة بحدة وشدة بصرها حتى قيل بها المثل المشهور _ ابصر من زرقاء اليمامة _هناك كانت ايضا الجليلة اميرة زوجة الامير كليب المشهورة وهناك ايضا عجوز البسوس التي سببت معارك تاريخية طاحنة .......... الخ ,,, ألم تكن هؤولاء النسوة محترمات ومبجلات في مجتمعهم الجاهلي ؟؟؟؟ لماذا لم يؤدن في مهدهن اذن ؟؟؟؟؟ أين النساء المشهورات في الاسلام غير خولة بنت الازور وزوجات الرسول ؟؟؟؟. ه
أما بالنسبة للثقافة والادب فيكفي هؤولاء الجاهليون ( والله يا جماعة اننا ظلمناهم بهذا الاسم !!! قال جاهليون قال !!!!) فخرا بالمعلقات والروائع الشعرية التي علقت على استار الكعبة ( تخيلوا لو لم يكن هناك اسلام كم من المعلقات ومن الشعراء على شاكلة شكسبير سيكون لدينا !!!! ),,, كان هناك ادب يسمى بادب وشعر الشعراء الصعاليك الذين ضربوا مثلا نبيلا ورائعا في الاشتراكية والعدل والحس الانساني حينما كانوا يسلبون الاغنياء ليهبوا ويتصدقوا بها على الفقراء المعدمين ( مثل روبن هود ) ...هل تتذكرون سوق عكاظ الادبي الذي يجتمع به فحول الشعراء من كل فج عميق انذاك ؟؟؟؟.
هل تعلم يا ابني ( لا زلت اتحدث لابني الغض )ان هؤولاء الشرفاء العرب كانوا قوما متحضرون جدا فيما يخص الاديان والعبادات ؟؟ هل تعلم يا بني ان جزيرة العرب كانت تعج بالوثنيين الذين عبدوا العشرات من الاصنام وباليهود العرب الاقحاح الذين امتدت ديانتهم واتسعت في اليمن وفي تمود وفي يثرب وكذلك كانت تتواجد الديانة المسيحية في محيط مكة ونجران وتبوك عدا اتباع الديانة الزرادشتية وعبدة النار !!!! تخيل يا بني ان هؤولاء العرب الجاهليون لا يعيرون اية اهمية لأختلاف تلك الاديان !!!! بل كانوا يحترمون ويجلون كل الاديان بدون اي تفرقة اللهم التفرقة القبلية فقط !!!!! لم يحدث ابدا ان احتربوا وتقاتلوا من أجل أديانهم مع انهم يجتمعون ويطوفون حول الكعبة في حجيجهم وبصحبتهم اصنامهم المختلفة !!!!! هل هناك أروع من هذا التناغم والانسجام واحترام الاخر . ÷
هل تعلم يا ولدي عن الاشهر الحرم التي احترموا قدسيتها ولم يسمحوا لانفسهم ابدا بالاحتراب خلالها ؟؟؟؟ هل تعلم يا ولدي عن نخوتهم وكرمهم وما حاتم الطائي الا مثلا للتضحية والجود ؟؟؟؟ هل تعلم عن ايثارهم الغريب وجيارهم للدخيل (جيارهم من يجير وهو سبغ الحماية على المستجير بهم الطالب العون منهم ). ه
هؤولاء القوم ( لا زلت مسترسلا بالكلام ومحاورا ابني ) لم يكونوا جبناء ومغلوب على امرهم كما يصور لنا التاريخ المزور بل كانوا شجعانا بالرغم من تشتتهم وبدائية مجتمعاتهم فلقد هزموا امبراطورية الفرس في معركة ذي قار الشهيرة ( ولم يكن هناك لا شهادة ولا حوريات ) . ا
هناك ياولدي كانت حضارة عربية صميمة رائعة اسمها حضارة الانباط شقت الابار في الصحراء وسيرت المياه في جداول ونحتت الصخر وبنت مدينة البتراء الوردية درة المدن ولا زالت لغاية هذه اللحظة_ تمد لسانها سخرية لمزوري التاريخ_ وتقول لهم انا البتراء!! أنا المدينة ألاعجازية !!!أنا عاصمة الانباط التي وصل نفوذي من شمال جزيرة العرب الى الشام ومن سيناء الى الفرات قبل ان يولد عراب الاسلام باربعة قرون .
وهذا غير حضارة اليمن السعيد الذي من لب ترابة قامت سبا ومعين ومارب ومنه انطلقت الموجات السامية شمالا للجزيرة والشام والعراق
 



 
Free Hit Counter Search Engine Submission - AddMe